النصائح التالية ليست مجرد نظرية، بل استراتيجيات مُجربة وناجحة لكل المديرين الذي يعملون بجد لإنجاح أعمالهم. باعتبارك مسؤولاً عن عملٍ، سواء كان متوسطاً أو صغيراً، فإنه يقع على عاتقك الإلمام بكل ما يتعلق بعملك وموظفيك ودفع رواتبهم، ومن ضمنها الإلمام بالمتطلبات اليومية والتدفق المالي لضمان الأرباح أو مدى التزام موظفيك بالعمل وكيفية تقصّي مصدر الربح المستقبلي. وبما أنك لا تملك رفاهية الانتفاع بخدمات موظفي الموارد البشرية، ينبغي عليك الاعتماد على حكمك الذاتي وبذل قصارى جهدك. قد يتمكن بعض المديرين من ممارسة استراتيجيات الموارد البشرية اعتماداً على تجاربهم السابقة، لكن بالنسبة لأغلبهم، فإنهم يتعلمون عن طريق التجربة أو أي بحث ذاتيّ يستطيعون القيام به. لذلك، نقدم لكم فيما يلي مجموعة من النصائح المتعلقة بالموارد البشرية التي ستضمن لكم ثبات أعمالكم.

التوظيف. إن إساءة فهم طريقة التوظيف الصحيحة سيؤثر سلباً على عملك. قم بالتفكير ملياً وبتركيزٍ تام فيما تود الحصول عليه من موظفيك الجدد. قم بطرح أسئلة تتطلب ذكر أمثلة محددة وواقعية في المقابلة بشأن خبرة المتقدمين الوظيفية، مع الأخذ بعين الاعتبار ألّا تقبل بالإجابات النظرية غير المجرّبة مسبقاً حول كيفية قيامهم بالعمل، قم بالتأكيد على ضرورة الإجابة بشكل محدد حسب خبرة الموظفين السابقة واستمر في طرح الأسئلة حتى يقوم المتقدم بذكر أمثلة واقعية قام بها في ظروف مشابهة في عمله السابق. إن فشِل المتقدم في إعطائك أمثلةً واقعية يؤكد عدم ملائمتهم للوظيفة. بالإضافة لذلك، قم بطرح ذات الأسئلة على كل المتقدمين لتتمكن من المفاضلة بينهم لاختيار الأفضل. وأخيراً، قم باختيار أفضل متقدمين اثنين ثم أمعن التفكير في مدى مناسبة أيّ منهما للوظيفة وفريق العمل، حيث يعتمد نجاح المشاريع المتوسطة والصغيرة على مدى عمق العلاقات بين فريق العمل.

تقييم الأداء. الفهم الصائب لهذه النصيحة سيضاعف قوة العلاقات بين فريق العمل و سيزيد من إنتاجيته. إن معظم استراتيجيات تقييم أداء العمل مبالغ فيها ويتطلب تطبيقها جهداً، لذلك، لا تُعر أنظمة المفاضلة والتقييم اهتماماً. عوضاً عن ذلك، قم بالتركيز على ثلاثة أسئلة تهم الجميع في بيئة العمل، وهي: ما الهدف الأسمى من هذا العمل؟ كيف يمكنني المشاركة في تحقيقه؟ وكيف يمكنني معرفة ما إذا كنت أقوم بعملي بالشكل الصحيح؟ إن تمكنت من الإجابة على هذه الأسئلة بمنطقية، سيمكنك حل العديد من المشاكل المتوقع مواجهتها في العمل. لذلك، ينبغي عليك التحدث إلى فريق عملك، سواءً مع كل فردٍ على حدّة أو معهم جميعاً. كذلك، حاول التفكير في استراتيجيات تزيد من إنتاجية وجودة العمل وشاركها مع فريق العمل. قم بالتأكد من إدراك الجميع العلاقة الوثيقة بين وظائفهم والأسباب الأولى التي أدّت لظهورها. كل هذا يعني إنك لن تحتاج لملأ أوراق التقييم أو الاستعانة بمؤشر الأداء الرئيسي أو أنظمة تقييم الأداء، لأنها لا تدعم التنفيذ بقدر ما هي مجرد أقوال فقط. لذلك، عوضاً عن تقييم أداء الموظفين باستخدام هذه الأنظمة، احرص على الإشارة إلى الأعمال التي يقومون بها بشكل صائب مع ضرورة إخبارهم بذلك.

تطوير مهارات الموظفين. هذه أهم استراتيجية للحفاظ على موظفيك وتطوير عملك، ومعناها أبعد ما يكون عن إرسال الموظفين في الدورات التعليمية. إن سألت الأشخاص الناجحين عن سر نجاحهم في عملهم، فإن الإجابة الأمثل ستكون المديرين الذي حظَوا بهم والتقدم الذي أحرزوه نظراً لتجاربهم العديدة واستقلالهم المبكر لاعتمادهم على الحكم الذاتي. احرص على تدريب فريق عملك عن طريق تحديد كل ما هو متوقع منهم.

الصحة والسلامة. تعتبر هذه الاستراتيجية من البديهيات. ينبغي عليك الالتزام بالقانون لتكسب ثقة موظفيك بأنك تهتم شخصياً بسلامتهم. قم بالاستعانة بمعدات الحماية الشخصية الملائمة واحرص على ذكر أهمية توفير بيئة عمل صحية وآمنة في الاجتماعات والمؤتمرات.

دفع رواتب الموظفين. هذه الاستراتيجية مهمة للغاية للاحتفاظ بموظفيك وتقليل معدل الاستقالة، التي ستكلفك أضعاف تكاليف التوظيف الجديد. قد لا يكون الراتب دافعاً للعمل نفسه لكن إحساس الموظفين باللامساواة سيؤدي لتثبيط عزيمتهم. لذلك، احرص على معرفة قيمة وأهمية الوظائف في السوق وادفع لموظفيك بناءً على ذلك، وإن استطعت أن تدفع أكثر، قم بزيادة رواتبهم بنسبٍ معينة.