أهمية التأمل والتفكير الإيجابي

تطوير شخصيتك.. ورقتك الرابحة
November 7, 2020
الموارد البشرية لأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة. إدارة أعمال الأفراد المتعلقة باستراتيجيات الموارد البشرية
November 9, 2020

يدخل الفرد حالة التأمل حين يكون حاضراً مع نفسه، بمعنى أن يعي بما يقوم به وبالوجود حوله، وألّا يضطر للمبالغة في ردود فعله اتجاه ما يحدث حوله.

يعزز التأمّل قدرة التركيز على الحاضر لديك. فحين تتأمل، تلجأ لملاحظة تصرفاتك بعناية دون الحكم عليها. إضافة لذلك، عوضاً عن السماح للظروف بالتحكم في حياتك، تأمل وعِش اللحظة الراهنة، مما سيوسّع مدى وعيك ويعينك على مواجهة الصعاب الحالية كما يجب. تجنب التفكير بالماضي أو بما يمكن أن يحمله المستقبل.

جميعنا نملك القدرة على التأمل. لذلك، بإمكاننا تطوير هذه القدرة التي وُلِدنا عليها إلى موهبة تمكّننا من مضاعفة تركيزنا وقوتنا في مواجهة الشدائد.

أليس التركيز هو الوجه الآخر للمنطق؟ من الجدير بالذكر أننا غالباً ما ننسى التركيز على الأمور والتفاصيل المهمة فعلاً. نحن نخوض في الكثير من الأحداث يومياً، وهذا ما يشتت تركيزنا على نحوٍ دائم. فمثلاً، نستقبل رسالةً أو بريداً إلكترونياً أو أن يقوم أحدهم بزيارتنا في المكتب أو حين نستقبل مكالمة من شريكنا أو حتى إن غيّر المدير وقت الاجتماع أو تسائل أحد أعضاء فريق العمل عن شيءٍ يحوز على اهتمامنا. كل هذه الأحداث الصغيرة تفصلنا عن ما يهم حقاً، فنحن مشغولون بالتركيز فيما حدث للتو أو ما سيحدث في المستقبل. في أسوء الأحوال، سنقوم بالتفكير في عجزنا وفي نقاط ضعفنا ومشاكلنا التي تتطلب حلولاً فورية. حينها، نقوم بطرح أسئلة من قبيل: ما الذي أقوم به بشكلٍ خاطئ؟ ما الذي أود التقليل من مواجهته؟ ما هو أسوء ما يمكن أن يحدث؟ فعندما نفكّر بطريقة ساخرة وسلبية، نضع أنفسنا في خطر إضعاف قدرتنا على المواجهة الجسدية والنفسية.

تعمل العواطف السلبية على تنشيط إشارات الجهاز العصبي الودّي لدينا، وبالتالي تهيئنا لمقابلة الأحداث المختلفة إما بالمواجهة أو الهرب، بينما تعمل العواطف الإيجابية على خلق توازن في ردود فعل الجهاز العصبي الودّي وتضاعف إمكانية التعافي من التجارب الصعبة التي نمر فيها. كما تعمل العواطف الإيجابية على تغيير كيميائية الدماغ وتزيد من قدرتنا على إعادة هيكلة ردود الفعل لدينا، إضافة لقابلية تغيير توجيه مجهودنا. وبالتالي، تزيد العواطف الإيجابية من قدرتنا على التكيف مع التغيير.

امنح عقلك الوقت الكافي للتأمل والذي سينعكس إيجاباً على قدرة التركيز والاستيعاب لديك. لذلك، قم بتخصيص بعض من الوقت للتأمل. لا تحتاج لأي أدوات خاصة للدخول في حالة التأمل، لكنك تحتاج لتحديد وقتٍ ومكان خاص. فيما يلي بعض الخطوات المهمة لبدء التأمل:

قم بالتركيز في اللحظة الراهنة. الهدف من هذه الخطوة سهل: التركيز على الحاضر دون الحكم عليه. حين نوشك على الحكم على أفعالنا، ينبغي علينا حفظها في ذاكرتنا لنعود إليها لاحقاً. حاول التركيز دائماً على الحاضر فقط، فنحن دائماً ما نغرق في أفكارنا. لذلك، يعني التأمل العودة مرة تلو الأخرى للعيش في اللحظة الراهنة بكل ما فيها.

كن متصالحاً مع أفكارك، تجنّب الحكم عليها أو على نفسك. حاول إعادة تركيزك في اللحظة الراهنة حين تبدأ أفكارك في التتشتت.

كريسبن جاردن ويبستير، SHRM-SCP

مدير أول، استشارات رأس المال البشري