يتغيّر عالمنا ويتطوّر بسرعة مذهلة حيث تبرز تقنيات جديدة على نحوٍ مطرد لتحل مكان التقنيات التي بدأنا للتو في فهمها. ولكي نظل وثيقي الصلة في مثل هذا العصر يتعيّن علينا التكيّف بصورة مستمرة. حيث تؤثّر هذه التغيّرات على تجارب الموظّفين في مكان العمل وتسفر عن حاجة ملّحة للارتباط مع موظّفينا بصورة مستمرة. وقد أثبت البحث الذي أجرته مؤسّسة غالوب، وهي مؤسّسة رائدة في الارتباط الوظيفي، أنّ المؤسّسات التي تحظى بمستوى عالي في الارتباط الوظيفي تتسم بانخفاض معدّل تبديل الموظّفين والاستعاضة بهم، وقلّة الحوداث المرورية، وانخفاض نسبة التغيّب وتسهم في ازدياد معدّل عائدات الأسهم.

وبالتالي كيف نقيس عملية الارتباط الوظيفي في هذه البيئة سريعة التغيّر؟

استطلاع آراء الموظّفين

استبيان آراء الموظّفين هو نموذج من الاستبيانات المختصرة التي تطرح مجموعة من الأسئلة المبسّطة والمركّزة من أجل إشراك الموظّفين بصورة مستمرة، والغرض من ذلك هو طرح الأسئلة القصيرة على الموظّفين على فترات أسبوعية وشهرية وربع سنوية، وبالتالي إتاحة الفرصة للمؤسّسات على التكيّف مع نتائج الاستبيان على نحوٍ سريع بدلاً من انتظار تحليل البيانات المستجمعة من الاستبيان الشامل المتعلق بالارتباط الوظيفي لفترة تمتد لأسابيع أو حتى شهور. 

أحد جوانب استبيانات آراء الموظّفين ونتيجة لبساطتها وسهولة الإجابة عليها، حصولها على عدد كبير من الردود مقابل استبيانات الارتباط الوظيفي التقليدية. إضافة لذلك، تتيح نتائج استبيانات آراء الموظفين للمؤسّسات تحليل أثر التغييرات والإجراءات التي تم تنفيذها بصورة مستمرة وفي الزمن الفعلي تقريباً مع الحصول على مؤشّرات واضحة لتتبّع جودة تنفيذها على مدى فترة من الزمن. على الجانب الآخر، إهمال آراء الموظّفين من شأنه أن يساعد في توضيح التحدّيات الأخرى التي تواجه الشركات اليوم، ومن ضمنها القصور في ثقافة القيادة والهدف منها وتوفير موازنة صحّية بين العمل والحياة.

قد تتبنى الشركات نهجاً يمازج بين استبيانات الارتباط الوظيفي واستبيانات آراء الموظفين لتكملة بعضها البعض، وبمجرد الانتهاء من استبيان الارتباط الوظيفي، وإعداد خطط العمل، تنتقل المؤسّسة لاستخدام استبيانات آراء الموظفين لتقييم ومراقبة جودة تنفيذها في خطط العمل المختلفة، والتي بدورها، تتيح للموظّفين والشركة تتبّع المخرّجات وتعديلها بصورة عاجلة.

لقد وجدت بعض الشركات التي تتسم بأدائها العالي في إنجاز الأعمال سبلاً فعّالة لإثراء تجارب الموظفين بما من شأنه تحقيق نتائج مثمرة وهادفة. حيث إن بناء ثقافة تسعى بصورة مستمرة للحصول على آراء الموظّفين من شأنّه أن يفضي لزيادة مستوى الالتزام، والإنتاجية، وبقاء الموظّفين بالشركة.

كُتب بالشراكة بين:

رشاد الجمالي – حاصل على شهادة الإحترافي المتقدم من جمعية الموارد البشرية (SHRM-SCP)

و زهرة مصطفى – حاصلة على شهادة الإحترافي من جمعية الموارد البشرية (SHRM-CP)

وكلاهما مستشاران لدى شركة تكاتف

أُعيد نشره بتصريح من مجلة عالم الاقتصاد والأعمال.